جانب من حياة الشيخ العلامة سعد حب الدين

هو واحد من أعلام ومجاهدي الجزائر و قاماتها السامقة ينتمي إلي جيل كبير ممن تخرجوا من المعهد الباديسي 2015-07-22_123728ومدارس جمعية العلماء المسلمين هذان المعلمان اللذان أنجبا أجيالا ساهمت في تحرير الجزائر من نير الاستعمار وحافظت علي المقومات الأساسية للشخصية الوطنية الجزائرية هو الشيخ العلامة المجاهد سعد حب الدين رجل من رجال هذا الوطن المخلصين . جاهر بالحق ولم يخشي في الله لومة لائم . فقد كان للرسالة التي بعث بها إلي الرئيس بن بلة مباشرة بعد الاستقلال والتي عارض فيها بشدة النظام آنذاك لاعتقاله لثلاثة من علماء ومشايخ المنطقة التي يسكن فيها  الأثر البالغ في تغييب مسيرته العلمية النضالية إبان الثورة التحريرية المباركة ، وفي هذا المقام نحاول أن نرفع ستار النسيان علي رجل لم يدخر جهدا في خدمة الإسلام والجزائر .

المولد والنشأة :

ولد الشيخ سعد حب الدين عام 1898 بوادي عبدي- الأوراس- ابن :محمد الطيب وابن نونة بنت محمد بن عربية وهو من عائلة متوسطة الحال تعمل في الفلاحة وذات ثقافة دينية حيث كان أبوه معلما للقرآن الكريم والشريعة في قرية حيدوس ومدرونة وناسخ لكتب الشريعة والمصاحف ,وقد جند ابنه سعدإجباريا في الحرب العالمية الأولى من طرف الاستعمار الفرنسي مع  أخويه بلقاسم والطاهر اللذان توفيا في نفس الحرب وهما حافظان للقران الكريم رحمهما الله,

تعلم القرآن الكريم وحفظه، ودرس الشريعة الإسلامية والفقه والنحو وعلم الكلام والفرائض والمنطق وغيره من العلوم العقلية والتقلية وتفسير القران الكريم والتجويد وأحكامه وغيرها من العلوم في  المدارس القرآنية عند أبيه والشيوخ الذين يدرسون آنذاك فى الزاوية الرحمانية الدر دورية في قرية حيدوس(مسجد لقصر) و مدرونة  جند إجباريا في الحرب العالمية الأولى لفترة قصيرة و اطلق سراحه ا واستزاد من العلم في الزوايا الرحمانية (خنقة سيدي ناجي  وطولقة وزاوية تبرماسين )لفترة قصيرة وعاد إلى أبويه المتأثرين بوفاة ابنيهما الذين دفنا خارج وطنهما وباعتباره الابن الوحيد من الذكور الباقي على قيد الحياة بمعية أخته الوحيدة حفصية معلما في الزوايا الدردورية المذكورة بمعية أبيه الذي انكب آنذاك إلى نسخ المصاحف وكتب الشريعة والتصدق بها على المدارس القرآنية مع التدريس والإمامة .سافر الى فرنسا فى 1927م ومنها الى تونس التى بقى فيها سنة يتزود منها بالعلوم الحديثة   وعاد الى عمله فى زاوية مدرونة. وفى افريل 1930م عاد الى فرنسا ومكث هناك 7شهور ثم انتقل الى مدينة فاس بالمغرب معلما هناك وفى سنة 1931م عاد الى وادى عبدى معلما بمسجد لقصر ثم انتقل الى قسنطئنة للاستزادة من العلم عند العلامة الشيخ الإمام عبد الحميد ابن باديس في قسنطينة و قد علم في كل من مدينة فأس وقرية ثلاث وحيدوس  ومدرونة  وتازولت وأولاد سي امعنصر ومشت لقرين – دوار أولاد عمر بن فاضل حوز عين لقصر حيث تخرج على يده حفاظ وعلماء كثيرون في الزوايا والمدارس المذكورة التحق اغلبهم بالثورة التحريرية واستشهد الكثير منهم رحمهم الله ,ومن بين من  تتلمذ عليه الشيخ المجاهد محمد الهاشمي دردور المعروف بنضاله وتضحياته .

النضال السياسي :

بدأ نشاطه السياسي من سنة 1936م مع الأستاذ عبد الحميد ابن باديس ، حيث كان يعمل مع زميله الشيخ عمر دردور رحمه الله المشرف على شعب جمعية العلماء المسلمين ككا تب للشعبة بالأوراس  والنادي الحيدوسي  وكان ينشط لصالح الجمعية فى الزوايا والمساجد وسوق (ايزيارن بتيسقفين بواد عبدى) وكان يسافر إلى تونس وفرنسا لغرض جمع الأموال والتوعية لصالح الجمعية(خلال سنتى 1939م-1940م).ولقد اضطهد من طـــرف الحاكــم عدة مرات بعد مراسلاته المستمرة إلى الشيخ  مبارك ألميلي رحمه الله  مدير جريدة البصائر الغراء ،حيث شكا مرة إلى الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله  من استفزاز الحاكم له ورد عليه لإطفاء غضبه بعبارة  ( ساعد نفسك يا سعد ).    وفكر في ضرب الحاكم مرة،حيث منعه عن ذلك زميله الشيخ العلامة عمر دردور رحمه الله   تجنبا للعواقب الوخيمة التي تمس بالشعب الأوراسية والنادي الحيدوسي كما روى الشيخ عمر دردور رحمه الله ، كما تم ٳهانته من طرف الحاكم والمسمى ( ميسكا تيلي ) في انتخابات الجمعيات الفلاحية بثنية العابد . حيث تم فضح هذا الحاكم من طرف ابن عباس محمد بلحسين بتصرفاته هذه وغيرها من التصرفات التي تعرقل نشاط الجمعية والزوايا آنذاك في صحيفة Lententé   لسان حال الحركة السياسية التي كان يديرها وينشطها بن جلول محمد الصالح ( تاريخ الأوراس صفحة ‘256. (

ومع استمرار استفزاز واهانة الحاكم الفرنسى له حيث أصبح شخصا غير مرغوب فيه بواد عبدي تم نفيه إلى تازولت بعد بيعه لجميع أملاكه حيث أصبح إماما ومعلما هناك فى تازولت صباحا وفى المساء يعلم في مدينة باتنة مع زميله عمر دردور وكان على اتصال دائم بالشيوخ المسعود بلعقون و شيخى وحفيظى عبد المجيد  بخنشلة ومسعودان وسعد السعود وعبد الصمد وعباس و السعيد الدراجى و بلقاسم بن محمد هلالى إلى أخره من العلماء آنذاك في كل من اريس ووادى عبدى ودوار أولاد فاضل وأولاد عمر بن فاضل واشمرا وغيرها .

وفى تازولت سنة 1945م (ألف وتسعمائة وخمسة وأربعون )انخرط فى الحزب الوطني مع الزعيم مصطفى بن بولعيد حيث أصبح رفيقا له وكان ساعيا له حين قدمه النظام في المجلس الجزائري في انتخابات 1948م (كما هو مدون في مذكراته التي كتبها في شهر اووت 1962م)ونظرا لنشاطه وقوة إقناعه للشعب  في التوعية الانتخابية في المساجد وبعد إمامته للمصلين والتحرك بكثافة في التوعية بمعية رفقائه من بينهم الشيخ العلامة عمر دردور لصالح الزعيم مصطفى بن بولعيد وبعد الانتخابات تم منعه عن التدريس والإمامة  من طرف ثلاثة من البوليس الفرنسي في تازولت . وانتقل إلى دوار أولاد سي امعنصر  معلما هناك في المدرسة القرآنية لغضبان الصالح وإخوانه وكان يخدم النظام ويجند المناضلين بمعية بلقلسم مرداسى لصالح الحزب الوطني بزعامة مصطفى بن بولعيد رحمه الله وبعد اقل من عام وشى به ورفعه البوليس السري إلى باتنة لغرض التحقيق معه وبعد إطلاق سراحه انتقل إلى مشت لقرين دوار أولاد عمر بن فاضل حوز عين لقصر بأمر من النظام والزعيم مصطفى بن بولعيد .مع بقائه في اتصال دائم مع عائلة غضبان الصالح وإخوانه.كما يروى تلميذه المجاهد المرحوم غضبان محمد الطاهر والذي يقول.: (بان الشيخ العلامة سعد حب الدين هو من كون النواة الأساسية للنضال في أولاد سي امعنصر تعلمنا منه العلم والنضال وشى به وتم رفعه للتحقيق من طرف البوليس خلال سنة 1949م ثم انتقل إلى لقرين بعد عودته من التحقيق بأمر من الزعيم مصطفى بن بولعيد وبقى باتصال دائم مع عائلتنا (.

حيث تم نقله ليلا إلى مشت لقرين من طرف المجاهدين الطاهر نويشى وعبد الله بن مسعودة ومجاهدي أولاد فاضل وأولاد عمر بن فاضل رحمهم الله,و بدا يعلم في زاوية  دار المجاهد المرحوم عبد الله بن مسعودة  وإخوته,رحمهم الله  العائلة المشهورة بنضالها وتضحياتها في سبيل الوطن. ويسكن في ديارهم  بمعية عائلة المرحوم الشهيد شبشوب الصادق رحمهم الله. فهو آنذاك عالم بلادهم ومفتى ديارهم وإماما ومدرسا للكبار والصغار . و تم تعيينه كاتب قسم فم الطوب وفوج لقرين معا ومسؤول عن  الاشتراكات والأموال وقد كون  هناك مائة وأربعين مناضلا  وكان من بين المشرفين عل جمع  الحبوب والاشتراكات استعدادا للثورة في تلك المنطقة وكذا تنقلات المرحوم سعد حب الدين بمعية عبد الله بن مسعودة والطاهر نويشى وشبشوب الصادق رحمهم الله  من مشت لقرين إلى وادي عبدي لجمع الاشتراكات كما روى المجاهد المرحوم احمد معوشة .وكان يحضر جميع الاجتماعات الأسبوعية والشهرية في تلك المنطقة  والتي يعقدها الزعيم مصطفى بن بولعيد  وشيحانى البشير المراقب العام لدائرة باتنة  ورئيس قسم فم الطوب ونائبه ورؤساء الأفواج .

كما حضر الشيخ العلامة سعد حب الدين باعتباره من بين العناصر الأساسية بمنطقة الاوراس في اجتماع لقرين التاريخي في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 1954 م في زاوية  دار المجاهد المرحوم  بن مسعودة عبد الله والتي يدرس فيها آنذاك والذي ترأسه البطل مصطفى بن بولعيد وحضرته العناصر الاساسية بمنطقة الاوراس وهم:-(مصطفى بن بولعيد رئيسا-شيهانى بشير-عباس لغرور-عاجل عجول-الطاهر نويشى-عبد الله بن مسعودة- سعد حب الدين .شبشوب الصادق -قرين بلقاسم –مصطفى بوستة-المسعود بلعقون-مرداسي بلقلسم-بن شائبة فرحات –موسى حاجي –محمد خنطر-وغيرهم )حيث تم في ذالك الاجتماع تعيين رؤساء الجيش والجيش والإعلان عن تاريخ تفجير الثورة واستنساخ بيان أول نوفمبر , وبالتوازي مع المجتمعين في الدار المذكورة هناك أكثر من مائتي مناضل من دوار  أولاد عمر بن فاضل وأولاد فاضل واشمرا  والاوراس المصاحبين لرؤساء قسماتهم في هذا الاجتماع مجتمعون خارج الزاوية المذكورة يجمعون الحبوب والاشتراكات تهيئة للثورة حيث تم جمع 150صاعا من الحبوب تلك الليلة طوال مدة الاجتماع مع الحراسة  .(كما هو مدون فى أرشيف المجاهد سعد حب الدين   والمكتوب بخط يده بعد الاستقلال مباشرة فى 25-08-1962م وكذالك أرشيفه المؤرخ فى 07-12-1962م وغيره والذي يوضح فيه أهمية هذا الاجتماع وحضوره فيه كعنصر أساسي وتفاصيله ومن بينها تعيين الجيش ورؤساء الجيش وكذا الليلة التي تشعل فيها النيران وكذا ابرز فى ارشيفه  الدور الفعال جدا لمناضلي سكان دوار أولاد عمر بن فاضل حوز عين لقصر وأولاد فاضل واشمرا وباقى مناضلي  منطقة الاوراس فى هذا الاجتماع).وهذه الرسائل موجهة إلى رئيس قدماء المكافحين بباتنة وواحدة موجهة الى الرئيس احمد بن بلة  وكذا أعضاء المكتب السياسي آنذاك.

 

إن إخلاص مناضلي سكان دوار أولاد عمر بن فاضل وأولاد فاضل واشمرا  للنظام والحركة الوطنية وثقة الزعيم مصطفى بن بولعيد في جميع سكان المنطقة من بين الأسباب التي جعلته يختارا لمنطقة  لعقد هذا الاجتماع-_- – وفى الفاتح من نوفمبر 1954م   كان الشيخ العلامة  سعد حب الدين بمعية شبشوب الصادق من بين  المشرفين لانطلاق الثورة  كما يروى المجاهد الصيد الربعى رحمه الله :– كيف تم تجنيده من طرف المجاهد المرحوم سعد حب الدين ليلة أول نوفمبر1954م. والذي يكن له احتراما وتقديرا ويقول:- بان لديه غزارة في العلم وقوة الإقناع والصراحة والمجاهرة بقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم فهو آنذاك عالم بلادنا ومفتى ديارنا ويحظى بثقة  واحترام الجميع وكان يلقى خطب في التوعية الدينية والسياسية,وقد كون مناضلون كثيرون استعدادا للثورة في تلك المنطقة  منهم ابنه الشهيد الصيد إبراهيم رحمه الله و الذي تتلمذ على يده حيث حفظ القران الكريم والشريعة الإسلامية في المدرسة المذكورة.. وقد كانت المدارس القرآنية المنتشرة بكثافة في المنطقة المذكورة والمناطق المجاورة مراكز إشعاع علمي وثقافي ومحاربة التبشير المسيحي وإصلاح  ذات البين وتكوين مناضلين وجمع الاشتراكات استعدادا للثورة ومقرا للاجتماعات الأسبوعية وتعتبر مساجد تؤدى فيها الصلاة ومراكز الاتصال فدورها فعال جدا وكبير في إنجاح العمل الثوري واستقلال وطننا . فالزوايا والمدارس القرآنية المنتشرة بكثافة في تلك المناطق وكذا العلماء المشرفين عليها آنذاك بحاجة إلى بحث مفصل ومعمق من طرف المختصين والمؤرخين لإبراز أهميتها في تكوين المناضلين ونجاح العمل الثوري.

وبعد انطلاق الثورة التحريرية ونظرا لدوره الكبير  لإقناع  المناضلين على العمل المسلح والمساعدة على إنجاح الثورة وشى به ورفعه البوليس السري إلى باتنة في ديسمبر 1954م وتلقى شتى أنواع التعذيب وأطلق سراحه من طرف قاضى محكمة باتنة بعد شهر نتيجة للتدخل  السريع من طرف مجاهدي المنطقة وعلى رأسهم المجاهدان  بلقاسم مرداسى وعبد الله بن مسعودة رحمهما  الله, وعاد إلى خدمته كالعادة وبعد مدة قصيرة اعتقل سعد حب الدين مرة أخرى ووضع مكبلا فوق سيارة (جيب) وعرض في أولاد سي امعنصر واشمرا . كما اعتقل أيضا من مشت لقرين المجاهد بولسنان عبد الله رحمه الله ونقلا الى المنفى الجورف ثم الى سان لوى حوز وهران حيث أصابه الصمم بسبب التعذيب  كما روى نجل بولسنان عبد الله المدعو الهاشمى عن أبيه عند إطلاق   سراحه من المنفى , حيث مكث سعد حب الدين هناك 18شهر .وأطلق سراحه ووجد عائلته تم ترحيلها من طرف المجاهدين إلى وادي عبدي بالاوراس وعين من طرف النظام إماما ومناضلا ورئيس اللجنة بقرية ثلاث ثم وشي به وفر إلى الجيش جنديا ويعمل في القضاء , القي عليه القبض مرة أخرى ورفع إلى سجن أريس وبقي هناك 14 شهرا تحت التعذيب ثم نقل إلى الجرف ومكث فيه 04 أشهر وكان يعلم المساجين ويعطي لهم الشجاعة ويقول لهم أن الجزائر ستستقل لا محالة طال الزمن أم قصر واستقلت الجزائر وهو معطوب بسبب الصمم الذي لحق به في سجون العدو وفقير لا دارا  ولا أرضا  ولا حيوانا وعاجز عن العمل كما ذكر في مذكراته المؤرخة في 07/12/1962م وكذا شهادات بعض  المجاهدين المتواجدين معه في السجن.ونظرا لمواقفه الجريئة بعد الاستقلال واختلافه في الرؤى مع بعض رفقائه في النضال من بينها معارضته الشديدة لنفى عالمين من المناضلين بعد وقف القتال ورسا ئله إلى السلطات العليا آنذاك .تم نفيه هو كذالك سرا وسجنه في مكان مجهول مدة من الزمن لتجنب معارضته لهم في القضية المذكورة وغيرها وأطلق سراحه بعد ذالك ..وعين إماما بقرية ثنية العابد مع كبر سنه والصمم الذي أصابه من جراء التعذيب في سجون ومعتقلات المستعمر الفرنسي فاشتغل بالفتوى وإصلاح ذات البين والتدريس للكبار ثم عين  إما ما بقرية حيدوس وتوفى رحمه الله  في مستشفى باتنة في 16-12-1970م ودفن بجوار مسجد لقصر الزاوية الرحمانية الدردورية التي  بدا التعلم والتعليم فيها وصلى عليه زميله المجاهد الشيخ عمر دردور رحمه الله والقي خطبة التأبين بحضور اهالى القرية وكثير من تلامذته ورفقاء النضال ,وترك أكثر من100 من مؤلفات ومنسوخات وفتاوى ورسائل في مختلف العلوم وخطب قيمة كتبت بخط يده اغلبها كتب قبل 1954م نتعرف من خلالها على غزارة علمه وإلمامه بجميع المذاهب الفقهية و نضاله وتضحياته في جميع مراحل حياته من اجل الحرية والاستقلال. كما تحتوى مكتبته على المصحف الشريف الذي تم به استحلاف المجتمعين في اجتماع لقرين التاريخي في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر  54 م من طرف الشهيد مصطفى بن بولعيد رحمه الله  وهو مصحف منسوخ من طرف أبيه الشيخ محمد الطيب رحمه الله قبل أكثر من ثمانين عاما


Laisser un commentaire