حياة الشيخ العلامة أحمد دكار المدعو أحمد التيفورغي

المولد والنشأة

ولد الشيخ أحمد العلامة أحمد دكارسنة 1905 ابن محمد بن عبد الحفيظ بقرية شبلة دوار عالي الناس بلدية خيران دائرة ششار من عائلة موصولة الحسب والنسب عرش أولاد سالم المنتمين الى قبيلة أولاد تيفورغي وفي هاذه الربوع التي أحب اهلها  القران واجتهدوا في حفظه وتحفيظه لناشئتهم نشا الشيخ أحمد دكار شابا ملهما محبا بالقران فحفظه حفظا متقنا على يد شيوخ بلدته وبعدها الى خنقة سيدي ناجي بعد أن حفظ القران في مسقط رأسه ( شبلة ) وفي ذات الوقت قام الشيخ بمنع المصلين من الصلاة بالمسجد الذي يوجد فيه ضريح سيدي محمد بن جلال وخرج شخصيا الى سكان القرية وخاصة ميسوري الحال وجمع من عندهم الاموال وبالتعاون معهم قام ببناء مسجد أطلق عليه اسم  » جامع الصلاة « 

  • لم يكن الشيخ العلامة أحمد دكار ليهد أ في بلدته وهو المؤهل لتلقي المزيد من العلم والمعارف لذا سارع بالسفر الى زاوية سيدي صالح بطولقة حيث مكث هناك عدة سنوات للاستزادة بمختلف المعارف والعلوم الدينية وتتواصل رحلته في طلب العلم الشرعي ليشد الرحال بعد ذالك الى زاوية سيدي محمد بن موسى ( بسكرة ) وبعدها انظم الى مسجد سيدي عقبة الذي كان منارة من منارات العلم وبعدها عين في بعثة لاتمام الدراسة والاتحاق بالمعهد الباديسي لجمعية العلماء المسلمين بقسنطينة وهناك كانت له عدة لقاءات بالشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس وبعد فترة من الدراسة في هذا المعهد العريق برزت نبوغة الشيخ أحمد دكار وكان من أنجب طلبة دفعته في ذالك الوقت التي كانت تظم عدة أسماء كعبد الرحمان بن محمد والمسعود بن علي ومحمد بن أحمد المنصوري والوردي بن الحاج التركي وعمار بن جودي وابن سي عيسى عبد الكريم كان يتلق الشيخ معاملة خاصة من الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس خاصة وأنه اطلع على ظروف الاجتماعية والويلات التي عاناها جراء ملاحقته من طرف المستعمر وبعد نهاية فترة التعليم وحصوله على شهادة الأهلية للتدريس عينه الامام عبد الحميد بن باديس مدرسا ومعلما في مدينة الاصنام ( الشلف حاليا ) لكن الشيخ لم تطل مدته كثيرا في هاذه الولاية التي دامت حوالي 3 أشهر وبوساطة أحد أعيان مدينة قايس (خنشلة ) طلب منه الالتحاق لتولي الامامة بمسجدها العتيق ونتيجة لنشاط الشيخ الدؤوب وغزارة علمه اشتهر بين الاعراش فاتصل به أحد أثرياء منطقة الرميلة عرش أولاد سي زرارة وعرض عليه الالتحاق بهذه المنطقة وقام اهلها ببناء مدرسة قرانية خصيصا لشيخ العلامة أحمد دكار ليعلم فيها مواطني هذه القرية القران الكريم ومختلف العلوم الدينية ليلتحق بعدها الشيخ بزاوية سي صالح بن عباس الذي اسس له أبوه الشيخ العياشي بدوار عمر بن فاضل حوز عين لقصر ( باتنة ) هذه الزاوية على الطريقة الرحمانية فكانت تأوي طلبة القران وتعليم الوافدين التمسك بالدين الاسلامي والثوابت الوطنية كما كانت هذه الزاوية للضعفاء والمقهورين ومن ليس لهم ماوى يلوذون اليه واستقر في هذه الزاية 4 أعوام بين (1944—1948 م)
  • الالتحاق بقريــة بـولفرايــس

وبعد الحاح كبير من أعيان قرية  بولفرايس انتقل الشيخ العلامة أحمد دكار الى هذه القرية حيث وضعت في هذه الفترة اللبنة الاولى لبناء مدرسة قرانية ببولفرايس وكان من بين هؤلاء الذين اتصلوا بالشيخ أحمد دكار : فاضلي مصطفى- الحاج عباس ساحلي – ابراهيم وناس – الحسين زناتي – الحاج لمبارك عشي – الحاج بومعراف محمد – الحاج مسعود ساسي – سي بلقاسم سايغي – مسعود موري بن أونيس- موري معتوق – الصالح بومعرايف – عبد الباقي بن سعيدي –

  • حيث تم بناء هذا المسجد سنة 1950 وقد ساعدهم في بنائها المعمر الفرنسي ( بليغري ) حيث كان ينقل لهم مواد البناء بواسطة عربة نقل ولقد سن الشيخ أحمد دكار منذ بداية نشاطه التعليمي في هذه المدرسة التي تحتوي عدة مرافق كقاعة للصلاة وقاعة للتدريس وقاعة لايواء الطلبة ضمن النظام الداخلي حيث تمكن من تحبيب العلم الى قلوب الناشئة وإضفاء جو من التنافس على تحصيله في أوساطها . وكان يدعو المواطنين الى التمسك بالعقيدة الاسلامية كمنهج دينا ودنيوي وكان لايفوت فرصة الا ونبأ الملتفين حوله الى خطورة الجهل واليأس والقنوط . ونظرا لتحركاته ونشاطه الكثيف في وعي المواطنين والسكان بمختلف المناطق المجاورة تعرض الشيخ العلامة أحمد دكار الى مضايقات من طرف المستعمر الفرنسي وهذا ماجاء في النصيحة التي قدمها له القايد بن شنوف الذي أسر للشيخ أن المستعمر يخطط لاعتقاله فرحل الشيخ الى ولاية غرداية وعاد الى منطقة أريس حيث دام غيابه حوالي عام  ليعود لمواصلة نشاطه في هذه المدرسة القرآنية ويجدر بنا ان نذكر هنا أولئك الذين سهروا  على ديمومة نشاط المدرسة القرانية كموري مسعود بن أونيس الذي سخر عائلته كاملة لخدمة هذه المدرسة و سي عبد الله بركاني بن القرعيش – سي حميدة وناس – عبد لحفيظ عباس – سي الطاهر عباس – وكانت تقدم هذه المدرسة  شتى العلوم كالفقه والتاريخ والجغرافيا والحساب والانشاد الديني .
  • الزيارة التاريخية للشيخ العلامة رئيس جمعية العلماء المسلمين البشير الابراهيمي لقرية بولفرايس-

في سنة 1953 كانت المدرسة القرانية في بولفرايس مع حدث تاريخي هام ألا وهي زيارة الشيخ العلامة ورئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ البشير الابراهيمي برفقة امام المسجد العتيق باتنة سي الطاهر مسعودان وهذا بدعوة من الشيخ العلامة احمد دكار حيث أقيم له حفل ديني بهيج أقيم على شرف الشيخ البشير الابراهيمي بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وقد حضر هذا الاحتفال أكثر من 500 شخص تنقلو من المناطق المجاورة وحضرت له وجبة عشاء تكرما وفرحا لهذه الزيارة وتم افتتاح هذا الحفل من طرف ابن الشيخ سي حميدة وناس الذي كان لايتجاوز عمره 9 سنوات المسمى محمد ومما جاء في الكلمة الترحيبية مايلي  «  » … أنا صغير مبتدأ ولا أعرف الخطة كزملائي وانما قمت بدوري لأرحب بكم فالسلام عليكم … «  » كما تم اعداد مسرحية بعنوان العلم والجهل وقد أدى دور العلم كل من – عبد العالي ساسي – يوسف وناس – محمود ساحلي – محمد موري – ابراهيم بركاني – أما دور الجهل فقام بتأديته كل من – السعيد ساحلي – عقبة محمد – والشهيد عمار ساحلي –

وأثناء اندلاع الثورة كلف الشيخ من طرف قيادة الثورة بالفصل في النزاعات التي تحدث بين الأعراش وكان مرجعا للافتاء وكان على اتصال على قائد القسمة الرابعة غرارة الصالح الذي كان يقدم له الشيخ العلامة أحمد دكار مختلف النصائح والتوجيهات ويجمع له الاعانات المادية خدمة للثورة وللعلم أن أغلب طلة وخريجي هذه المدرسة القرانية التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني واستشهد أغلبهم كالشهيد عثماني معنصر – عمار ساحلي – مسعود موري بن أونيس – عبد الحفيظ عباس – الطاهر عباس –  عبد الوهاب عباس – بركاني ساعد – عمار بوساهل – لمبارك بوزغاية – سي زراري حجازي – يحي زناتي –  وبعد أن اكتشف المستعمر دور هذه المدرسة قام بهدمها عن أخرها وبعد الاستقلال أعيد بناء مسجد بولفرايس الحالي في نفس المكان كما كان الشيخ أحمد دكار حريصا على مداومة ومصاحبة العديد من أعيان ومشايخ المنطقة  الشيخ سي عمار عباس أحد خريجي جامع الازهر والزيتونة – سي لمير صالحي – الشيخ الطاهر مسعودان – الشيخ محمد العوبي   …  وبعد الاستقلال استقر عند أحد أعيان ( الحاج عباس ساحلي ) المنطقة بعد أن أحبها وأهلها الذين كانوا يستشيرونه في كل كبيرة وصغيرة وكان مرجعا للفصل في عدة مسائل دينية ودنيوية كما وصله اتصال كتابي من وزارة الشؤون الدينية والاوقاف لتولي منصبا ساميا في الوزارة فرفض هذا العرض مفضلا العمل التعليمي والتربوي لعامة الناس  وبعد ان اشتد به المرض الذي ابتلي به السكري تم نقله الى مستشفى باتنـة حيث فاضت روحه الى بارءها في خريف 1984 ودفن في قرية بولفرايس وأقيم بيت العزاء عند أحد تلاميذته المجاهد الشيخ يوسف وناس وقد ترك الشيخ العلامة رحمه الله عدة مؤلفات وهي موجودة على مستوى مؤسسة عبد الحميد بن باديس العلمية  بقسنطينة  .

رحــم الله علمائنا ومشايخنــا وأسكنــهم فسيــح جنانــه

( ان لله وان اليه راجعــون )


Laisser un commentaire